أخبار: Rostec تسلم مقاتلات Su-35S إلى وزارة الدفاع الروسية

أفادت شركة روستك (Rostec)، وهي تكتل دفاعي روسي، في 24 سبتمبر 2025، بتسليم دفعة أخرى من مقاتلات سو-35 إس متعددة المهام إلى وزارة الدفاع. هذه الطائرات، التي بنتها شركة الطائرات المتحدة، مُخصصة للقوات الجوية الفضائية الروسية، وقد استكملت تجاربها الأرضية والجوية قبل تسليمها. صُممت سو-35 إس لتتحلّق في الأجواء حتى في الأحوال الجوية السيئة وعلى مسافات بعيدة، وأصبحت عنصرًا أساسيًا في استراتيجية موسكو للحفاظ على أسطول جوي قوي في الخطوط الأمامية. يعكس هذا التسليم استمرار استثمار روسيا في الطيران القتالي عالي الأداء على الرغم من ضغوط العقوبات وديناميكيات الصراع المستمرة.

صُممت سو-35 إس كمنصة متعددة المهام قادرة على حمل ترسانة واسعة من الأسلحة الموجهة بدقة. يشمل تسليحها صواريخ جو-جو بعيدة المدى مثل R-77-1 و R-37M، وصواريخ R-73 قصيرة المدى الباحثة عن الحرارة، ومجموعة متنوعة من الأسلحة جو-أرض بما في ذلك صواريخ Kh-31 المضادة للسفن والمضادة للرادار، والقنابل الموجهة، وصواريخ كروز. تمنحها مرونة الأسلحة هذه القدرة على التعامل مع الأهداف الجوية والأرضية في بيئات عالية الخطورة. وبحسب ما ورد، يمكن لرادار Irbis-E المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا السلبي (PESA) اكتشاف الأهداف على مسافات تصل إلى 350-400 كيلومتر، بينما توفر باقات الحرب الإلكترونية الخاصة بها التشويش والقدرة على البقاء ضد أنظمة الدفاع الجوي الحديثة. إلى جانب محركات AL-41F1S الموجهة للدفع، يمكن لطائرة Su-35S تنفيذ مناورات شديدة والحفاظ على طاقة عالية في المعارك الجوية، وهي سمات تجعلها واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة رشاقة في الخدمة اليوم. هذه الميزات تُمكّنها من القيام بمهام اعتراض بعيدة المدى، ومرافقة وحماية تشكيلات الضرب، وكبت الرادارات المعادية، وتنفيذ ضربات دقيقة في عمق المجال الجوي المتنازع عليه، وهي وظائف تُوسّع دورها إلى ما هو أبعد من دور المقاتلة التقليدية.

يعود تطوير الطائرة إلى طائرة سو-27 فلانكر التي تعود إلى أواخر الحقبة السوفيتية، إلا أن سو-35 تُمثل إعادة تصميم جذرية. يتضمن هيكلها مواد مركبة لتقليل بصمة الرادار، وقمرة قيادة زجاجية حديثة مزودة بشاشات عرض متطورة، ونظام تحكم طيران مُحسّن. تُوفر المحركات قدرة فائقة على التحليق، مما يسمح للطائرة بالحفاظ على سرعات تفوق سرعة الصوت دون الحاجة إلى استخدام محركات احتراق لاحق. من الناحية التشغيلية، خضعت سو-35 لاختبارات قتالية في سوريا، حيث قامت بدوريات جوية، ورافقت قاذفات القنابل، وأثبتت قدرتها على العمل من قواعد مُنتشرة في الأمام لفترات طويلة. وقد زعم المسؤولون الروس أن الطائرة لم تُوفر ردعًا فعالًا ضد طائرات العدو فحسب، بل أثبتت أيضًا مرونتها في الحفاظ على معدلات طلعات جوية عالية. مع مرور الوقت، حافظت التحسينات التدريجية على أهمية طائرة سو-35، مما جعلها المقاتلة "الانتقالية" الأساسية بين أسطول الجيل الرابع الروسي القديم وطائرة سو-57 التي تركز على التخفي، مما يضمن عدم مواجهة القوات الجوية الفضائية فجوة في القدرات خلال هذا التحول الجيلي.

عند مقارنتها بالمقاتلات الروسية الأخرى، تتميز طائرة سو-35S بعدة جوانب. على سبيل المثال، تُعد طائرة سو-30SM منصة متعددة المهام ومتعددة الاستخدامات، لكنها تفتقر إلى نفس أداء توجيه الدفع وقوة الرادار، بينما توفر طائرة ميج-35 الأخف وزنًا أسعارًا معقولة ولكن بمدى وحمولة أقل. لا تزال طائرة سو-34 متخصصة في عمليات الهجوم وتفتقر إلى قدرة سو-35 على المناورة وتصميم التفوق الجوي. هذا يجعل سو-35S المقاتلة الروسية الأكثر توازناً من حيث الجمع بين المدى والحمولة وخفة الحركة. على الصعيد العالمي، غالبًا ما يُقاس أداؤها بطائرات غربية مثل يوروفايتر تايفون وإف-15EX. تُركز الطائرات الغربية على القتال الشبكي ورادارات AESA المتطورة، بينما يُشير مُؤيدو Su-35 إلى خفة حركتها الديناميكية الهوائية، وتوافقها مع الصواريخ بعيدة المدى، وقدرتها على الحفاظ على القدرة القتالية بعيدًا عن القاعدة. يُقدمها المسؤولون الروس كثقل مُوازن فعال من حيث التكلفة للمنصات الغربية، فهي مُصممة ليس فقط لمُنافسة الخصوم في الجو، بل أيضًا للتفوق عليهم في الاشتباكات المُطولة بفضل مداها وحمولتها الثقيلة من الأسلحة.

يُؤكد وصول مقاتلات Su-35S الجديدة عزم روسيا على تعزيز قدرتها على إبراز قوتها الجوية عبر مناطق استراتيجية مثل القطب الشمالي والبحر الأسود والشرق الأقصى. كما يُظهر أنه على الرغم من الضغوط المُستمرة على صناعة الدفاع، لا تزال أهداف المشتريات تُحقق. على صعيد التصدير، لا تزال Su-35S إحدى العروض الروسية الرئيسية، حيث برزت إيران كأحدث مُشترٍ مُحتمل بعد سنوات من المبيعات الخارجية المُتواضعة التي حدّتها القيود.