أخبار: البحرية التركية تتجه نحو بناء حاملة طائرات عملاقة متر بالتعاون مع شركات محلية وإسبانية

اتخذت طموحات تركيا في المجال البحري منعطفًا جديدًا حاسمًا مع تأكيد وكالة الصناعات الدفاعية (SSB) أنها تُطوّر مشروعًا مشتركًا مع إسبانيا لتطوير حاملة طائرات بطول 300 متر، وفقًا لما ذكرته صحيفة صباح، في 3 يوليو 2025. يأتي هذا الإعلان كتطور ملحوظ في برنامج "TCG Anadolu" التابع لتركيا، ويعكس عزم أنقرة على توسيع نطاق قوتها البحرية. تضع هذه المبادرة حاملة الطائرات التركية المستقبلية في مستوى لا يُضاهى ليس فقط مع السفن الأوروبية، بل مع تلك التي تُشغّلها الولايات المتحدة والصين، في إشارة إلى سعي أنقرة إلى تعزيز حضورها في البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود.

ستُمثّل حاملة الطائرات الجديدة، المعروفة بشكل غير رسمي باسم "Milli Uçak Gemisi" (MUGEM)، أكبر منصة بحرية محلية الصنع في تركيا حتى الآن. بطول 300 متر، تتفوق هذه السفينة بشكل كبير على حاملة الطائرات TCG Anadolu، التي يبلغ طولها حوالي 232 مترًا، وتتفوق على معظم سفن الهجوم البرمائية الأوروبية. صُممت هذه السفينة الجديدة بقدرة جناح جوي مُحسّنة وتحمل تشغيلي أطول، وتهدف إلى أن تكون بمثابة مركز عائم للطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات والطائرات بدون طيار وأنظمة القيادة والتحكم، مما يوسع نطاق تركيا إلى ما هو أبعد من ساحلها.

ووفقًا لتصريحات رئيس وكالة الصناعات الدفاعية (SSB)، هالوك غورغون، لصحيفة صباح، فإن عملية التطوير تستند إلى التعاون الناجح مع إسبانيا خلال المراحل الأولى لتصميم حاملة الطائرات TCG Anadolu. ويتم دمج الخبرات الإسبانية في بناء السفن، ولا سيما من شركة Navantia، مرة أخرى لضمان تلبية هذه الحاملة من الجيل التالي للمعايير التشغيلية التي تتطلبها الحرب البحرية الحديثة. سيتم بناء الحاملة في أحواض بناء السفن المحلية في إسطنبول، مما يعزز منظومة بناء السفن في تركيا ويحفز الصناعات الدفاعية المحلية بمدخلات تكنولوجية عالية القيمة.

يبلغ طول هذه السفينة 300 متر، ما يعني أنها ستنافس حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة متوسطة الحجم وأسطول الصين سريع التوسع، مما يمنح تركيا القدرة على إبراز قوتها الجوية على مسافات أكبر مع تكامل جوي أكثر تنوعًا. وعلى عكس حاملة الطائرات TCG Anadolu، المحدودة في قدرتها على إطلاق طائرات مقاتلة تقليدية، يمكن للمنصة الجديدة استيعاب طائرات أكثر تقدمًا أو عمليات طائرات بدون طيار أكبر، مما يسد فجوة القدرات مع القوى البحرية العالمية. وبالمقارنة، يبلغ طول أكبر حاملات الطائرات النشطة في أوروبا، مثل حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول أو حاملة الطائرات البريطانية كوين إليزابيث، حوالي 280 إلى 284 مترًا. لا يتجاوز التصميم الجديد لتركيا هذه الحاملات فحسب، بل يشير أيضًا إلى نيتها في التحرر من الحدود الإقليمية البحتة.

من الناحية الاستراتيجية، يمثل هذا المشروع إعادة تقييم مهمة لعقيدة أنقرة البحرية والجيوسياسية. في البحر الأبيض المتوسط، حيث تشتد المنافسة على النفوذ البحري، ستعزز هذه الحاملة قوة الردع والمرونة العملياتية لتركيا، وخاصة في المياه المتنازع عليها. سيؤثر وجودها أيضًا على توازن القوى في البحر الأسود، حيث يواصل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا والدول الساحلية التعامل مع ديناميكيات معقدة. وهذا يُشير إلى عزم أنقرة على تأمين خطوط الاتصال البحرية، وحماية مسارات الطاقة، والحفاظ على مبدأ "الوطن الأزرق" برمز قوة بعيد المدى.

يُمثل الإعلان عن تطوير تركيا وإسبانيا لهذه الحاملة الأكبر حجمًا قفزة استراتيجية جريئة، تعكس نية أنقرة في أن تصبح قوة بحرية حاسمة تمتلك وسائل التأثير على الأمن الإقليمي بما يتجاوز سواحلها المباشرة. بهذه الخطوة، لا تبني تركيا سفينة أكبر فحسب، بل تُعيد تعريف دورها في النظام البحري للبحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود، مُشيرةً إلى حلفائها ومنافسيها على حد سواء بأن طموحاتها لم تعد تقتصر على الدفاع الساحلي، بل تمتد إلى نشر القوة بشكل مستدام والهيمنة العملياتية في البحر.