فيديو وصور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي في 17 مايو 2024، تكشف وجود شظايا صاروخ إيراني مضاد للطائرات من طراز "صياد-2 سي" في موقع ضربة إسرائيلية في منطقة النجارية بلبنان. يمثل هذا الاكتشاف أول دليل مباشر على أن حزب الله يمتلك أنظمة إيرانية متطورة من طراز SAM (صواريخ أرض جو)، وتحديداً من عائلات رعد وتاباس و3 خرداد.
وتظهر الصور، التي تم التحقق منها من قبل خبراء الدفاع، بقايا صاروخ "صياد-2 سي"، وهو جزء من تكنولوجيا الدفاع الجوي المتقدمة في إيران. وتعرف هذه الصواريخ بقدرتها على الاشتباك مع أهداف جوية مختلفة على ارتفاعات متوسطة إلى عالية، مما يشكل تهديدا كبيرا للطائرات العاملة في المنطقة.
إن الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف عميقة، لأنها تؤكد الشكوك القديمة حول مدى الدعم العسكري الإيراني لحزب الله. ويشير وجود مثل هذه الأسلحة المتقدمة في لبنان إلى تحول محتمل في ميزان القوى في الشرق الأوسط، مما يثير المخاوف بشأن القدرات العسكرية المتصاعدة للجهات الفاعلة غير الحكومية في المنطقة.
ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون بعد على النتائج، لكن من المرجح أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى زيادة التوترات بين إسرائيل وحزب الله وإيران. ويسلط هذا التطور الضوء على الطبيعة المعقدة والمتقلبة للصراعات الإقليمية، حيث أصبحت التكنولوجيا العسكرية المتقدمة في متناول الجماعات المسلحة على نحو متزايد.
صياد-2C هو صاروخ أرض-جو إيراني (SAM) مصمم لأغراض الدفاع الجوي. وتتمثل الجهود الأوسع التي تبذلها إيران في تطوير تكنولوجيا الصواريخ المحلية لتعزيز قدراتها الدفاعية. إن صاروخ الصياد-2C هو نسخة مختلفة من صاروخ الصياد-2، والذي هو في حد ذاته مشتق من الإصدارات السابقة في عائلة صواريخ الصياد. وتعتمد هذه الصواريخ على تصميم الصاروخ الأمريكي القياسي (SM-1)، الذي حصلت عليه إيران قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
تم تصميم صياد-2C للاشتباك مع أهداف جوية مختلفة، بما في ذلك الطائرات والطائرات بدون طيار، وربما بعض الصواريخ الباليستية. تعمل على ارتفاعات متوسطة إلى عالية ويمكنها الاشتباك مع الأهداف على مسافات كبيرة. تم تجهيز الصاروخ بنظام دفع يعمل بالوقود الصلب، مما يوفر نطاقًا كبيرًا ووقت رد فعل سريعًا. ويسمح نظام التوجيه الخاص بها بالاستهداف الدقيق، مما يجعلها عنصرا هائلا في شبكة الدفاع الجوي الإيرانية.
تمثل القدرات المتقدمة لهذا الصاروخ إنجازًا تكنولوجيًا كبيرًا لإيران، حيث تُظهر قدرتها على إنتاج أنظمة دفاعية متطورة محليًا. إن وجود صاروخ "صياد 2 سي" في ترسانة حزب الله، كما يتضح مؤخراً من خلال الشظايا التي تم العثور عليها في لبنان، يسلط الضوء على الآثار الاستراتيجية المترتبة على انتشار تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية في المنطقة.