أخبار: تركيا تكشف عن القدرات القتالية لأول غواصة محلية الصنع من فئة MİLDEN

كشفت شركة ROKETSAN في 26 مايو 2025 عن دمج نظام الإطلاق العمودي (VLS) MİDLAS المحلي الصنع في غواصات تركيا القادمة من فئة ميلدن، وفقًا لمعلومات نشرها موقع TurDef الإلكتروني. وقد أفاد TurDef، وهو موقع إخباري متخصص في صناعة الدفاع التركية، بهذا التطور في إطار تغطيته للندوة الثانية عشرة للأنظمة البحرية. وقد عُقدت هذه الفعالية قبيل الندوة الثانية القادمة للأنظمة البحرية، المقرر عقدها يومي 26 و27 مايو 2025 في متحف إسطنبول البحري، حيث من المتوقع عرض المزيد من التطورات في التقنيات البحرية التركية.

يمثل هذا الإنجاز خطوةً حاسمةً إلى الأمام في قدرات البحرية التركية الهجومية التي تُطلق من الغواصات، مما يُمهد الطريق لنشر صواريخ كروز والصواريخ الباليستية من منصات التخفي. من المقرر أن يُشكّل برنامج ميلدن العمود الفقري لقوة الغواصات التركية المستقبلية، ومنصةً لعرض القوة البحرية الاستراتيجية.

ميدلاس (MİDLAS)، اختصارًا لـ "Milli Dikey Atım Lançer Sistemi" (نظام الإطلاق العمودي الوطني)، هو نظام إطلاق عمودي طورته شركة روكيتسان محليًا. صُمّم كبديل سيادي بعد إلغاء صفقة شراء نظام الإطلاق العمودي الأمريكي Mk 41 بسبب العقوبات المتعلقة بشراء تركيا لنظام الدفاع الجوي S-400.

صُمّم نظام ميدلاس لتقليل الاعتماد على التقنيات الأجنبية وتعزيز الاستقلالية الوطنية في أنظمة الأسلحة البحرية، وهو قادر على إطلاق مجموعة متنوعة من الصواريخ، بما في ذلك صواريخ أرض-جو، وأرض-أرض، والصواريخ المضادة للسفن. يدعم تصميمه أساليب الإطلاق الساخن والبارد، ويتميز بتصميم خلوي معياري، مما يسمح بنشر أنواع مختلفة من الصواريخ في تكوينات قابلة للتكيف حسب متطلبات المهمة. يتكامل النظام بشكل كامل مع أنظمة إدارة القتال المحلية، وقد أثبت فعاليته بالفعل على متن السفن الحربية السطحية. يُعزز دمجها في غواصة ميلدن قدرات تركيا في مجال الحرب تحت الماء إلى مستوى جديد.

يُمثل مشروع ميلدن (Milli Denizaltı)، وهو أول برنامج غواصات محلي بالكامل في تركيا، نقلة نوعية في صناعة الدفاع البحري التركية. بإزاحة سطحية تبلغ 2700 طن وطول يزيد عن 80 مترًا، تستخدم الغواصة نظام دفع متطورًا مستقلًا عن الهواء (AIP) يستخدم ست وحدات خلايا وقود غشائية لتبادل البروتونات (PEM)، ومُصلحات ميثانول، وبطاريات ليثيوم أيون عالية السعة. يُتيح هذا عمليات مطولة تحت الماء، وأداءً عاليًا في التخفي، والاستقلال عن الأكسجين الجوي، مما يُعزز بشكل كبير القدرة التكتيكية على التحمل والقدرة على البقاء.

بالنسبة لصناعة الدفاع التركية، تُشير القدرة على تطوير غواصة محلية الصنع إلى نهاية الاعتماد على الموردين الأجانب مثل ألمانيا، التي كانت تُزودها سابقًا بغواصات من النوع 209 والنوع 214. مع نظام ميلدن، تكتسب تركيا سيطرة كاملة على جميع الأنظمة الفرعية الحيوية، بدءًا من تصميم الهيكل والدفع، وصولًا إلى السونار، ودمج الأسلحة، والتحكم في إطلاق النيران. ويؤكد إدراج نظام ميدلاس في هذا الهيكل على نضج قدرات الهندسة والتصنيع الدفاعي المحلية في تركيا.

يُجهز نظام ميلدن بثمانية أنابيب طوربيد بقطر 533 مم، وهو مصمم لإطلاق طوربيد آكيا الثقيل، ونسخ صاروخ أتماجا المضاد للسفن التي تُطلق من الغواصات، وصاروخ جيزجين الكروز للهجوم البري بعيد المدى. ويتيح إضافة نظام ميدلاس عمليات الإطلاق العمودي من مواقع مغمورة، مما يوفر منصة لنشر صواريخ محلية متطورة في المستقبل مثل حصار-دي آر إف وسيبر بلوك-1. وهذا يمنح تركيا خيارات ردع استراتيجية كانت حكرًا سابقًا على عدد قليل من القوى البحرية.

تشمل مجموعة سونار ميلدن مصفوفات جانبية منخفضة التردد مُطوّرة محليًا، وسونارًا قوسيًا، وأنظمة مصفوفات سحب، مما يوفر وعيًا معززًا بالوضع تحت الماء وتتبعًا متعدد الأهداف في البيئات الساحلية وأعماق البحار. تضمن هذه القدرات أن ميلدن ليس مجرد رمز وطني، بل أيضًا أداة عملياتية في الخطوط الأمامية.

تشمل الطموحات الاستراتيجية طويلة المدى للبحرية التركية تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية، وهي قدرة تقتصر حاليًا على ست دول فقط: الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والهند. إذا نجحت تركيا في هذا الطموح، فستنضم إلى نخبة تتمتع بالقدرة على إبراز قوة مستدامة عبر مسافات محيطية شاسعة.

أعلن الأدميرال إركومنت تاتلي أوغلو من البحرية التركية سابقًا أنه بمجرد وصول غواصة ميلدن إلى كامل قدرتها التشغيلية، ستُعرض للتصدير إلى الدول الحليفة والصديقة. ومن المتوقع أن يبدأ بناء السفينة الرئيسية في حوض بناء السفن البحري غولجوك عام ٢٠٢٥، على أن تدخل الخدمة مطلع ثلاثينيات القرن الحالي.

إن دمج نظام ميدلاس في غواصة ميلدن، إلى جانب الأسلحة وأنظمة الاستشعار المحلية، ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو إنجاز استراتيجي بارز. فهو يُظهر عزم تركيا على أن تصبح قوة بحرية مكتفية ذاتيًا، ويُبرز القدرة المتنامية لصناعتها الدفاعية على إنتاج منصات من الجيل التالي تُلبي المعايير العالمية بل وتتجاوزها.