أخبار: روسيا تعرض معدات عسكرية حديثة للوفد السوري في موسكو وسط محادثات إعادة التسليح

أفاد موقع "Clash Report X" في 3 أكتوبر 2025 أن وفدًا دفاعيًا سوريًا برئاسة رئيس الأركان العامة اللواء علي النعسان زار موسكو، حيث عرضت روسيا معدات عسكرية حديثة طورتها صناعتها الدفاعية. وعُرضت على الوفد أنظمة دفاع جوي، وطائرات مقاتلة بدون طيار، ومركبات مدرعة، ومعدات ثقيلة. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة لأن إعادة تسليح سوريا المحتملة عبر موسكو قد تُعيد تشكيل الأمن الإقليمي وتُعقّد العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط.

تُسلّط هذه الزيارة الضوء على استمرار اعتماد سوريا على موسكو كمورد رئيسي للأسلحة وضامن لأمنها. فعلى مدى العقد الماضي، كانت روسيا المصدر الرئيسي للمعدات العسكرية التي تدعم الجيش العربي السوري، لا سيما في ظل العقوبات الغربية التي عزلت حكومة الأسد. وتُظهر البيانات التي جمعها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) تدفقًا مستمرًا لشحنات المعدات الروسية إلى سوريا بين عامي 2015 و2021، ومعظمها مستعمل، ولكنه أساسي لاستعادة القدرة العملياتية بعد سنوات من الاستنزاف. شملت هذه الصفقات أكثر من 100 دبابة من طراز T-62 سُلّمت بين عامي 2016 و2019، و25 مركبة قتال مشاة BMP-1 في عام 2017، و36 مدفعًا مقطورًا من طراز M-30 عيار 122 ملم في عامي 2016 و2017.

سلمت روسيا 10 دبابات من طراز T-90S في عام 2015، وأربع طائرات هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24P/Mi-35P ابتداءً من عام 2017، وست مقاتلات من طراز MiG-29S في عام 2020، مع خضوع بعض الطائرات، وفقًا للتقارير، للتحديث قبل التسليم. وفي مجال الدفاع الجوي، وصلت ثلاثة أنظمة S-300PMU1 مزودة بـ 200 صاروخ اعتراضي من طراز 48N6 في عام 2018، مما يمثل ترقية كبيرة للدفاعات السورية متعددة الطبقات ردًا على الضربات الإسرائيلية المتكررة. شملت عمليات التسليم الإضافية 100 صاروخ كورنيت-إي إم موجه مضاد للدبابات، وطائرتي نقل ثقيل من طراز إليوشن-76 إم، ودفعات من صواريخ جو-جو من طراز آر-73 لأسطول ميج-29.

ورغم أن العديد من هذه الشحنات كانت منصات قديمة، وكثيراً ما وُصفت بأنها مساعدات أو دعم مستعمل، إلا أن أهميتها السياسية فاقت عمرها. فبالنسبة لدمشق، جسّدت هذه الشحنات التزام موسكو العسكري الراسخ. أما بالنسبة لروسيا، فقد عززت هذه الشحنات موطئ قدمها الاستراتيجي في طرطوس وحميميم، مع إظهار الولاء لأحد أقدم حلفائها في الشرق الأوسط. وقد أبقت هذه الديناميكية الجيش السوري مرتبطاً هيكلياً بالعقيدة والأنظمة والخدمات اللوجستية الروسية، مما خلق اعتماداً طويل الأمد لم يتمكن أي مورد منافس من تحديه.

وفي ظل هذه الخلفية، يُمثل اطلاع وفد النعسان على أحدث الأنظمة الروسية الجاهزة للتصدير نقلة نوعية محتملة. ويُعد التركيز على الدفاع الجوي المتقدم ذا دلالة خاصة. صُممت أنظمة مثل Buk-M3 وPantsir-S1M، وكلاهما مُختبر قتاليًا في أوكرانيا، لتحييد الأسلحة الموجهة بدقة والطائرات المسيرة، وهي التهديدات ذاتها التي كافحت سوريا لمواجهتها في العمليات الإسرائيلية المتكررة. ويُشير اقتناء هذه الأنظمة إلى سعي دمشق لإعادة بناء قوة الردع وسد الثغرات القائمة منذ فترة طويلة في شبكة دفاعها الجوي المتكاملة.

ولا يقل أهمية عن ذلك ما أُفيد عن مراجعة الطائرات الروسية المسيرة. فقد أدى اعتماد سوريا على الطائرات المسيرة الإيرانية خلال الحرب الأهلية إلى تركها مع منصات محدودة المدى والحمولة. ويمكن للطائرات الروسية المسيرة، مثل طائرة الاستطلاع Orlan-30 أو ذخيرة Lancet المتسكعة، أن تُوفر فائدة أكبر بكثير في ساحة المعركة، مما يُتيح الاستهداف الفوري ودعم الحرب الإلكترونية والضربات الدقيقة. وبالنسبة لجيش مُشتت على جبهات متعددة، ستُمثل هذه الأصول مُضاعفًا للقوة.

كما أن احتمال استخدام أنظمة برية ثقيلة يلوح في الأفق. ولا تزال الألوية المدرعة السورية تعتمد على دبابات T-72 القديمة والأعداد الكبيرة من دبابات T-62 التي نُقلت إليها في السنوات الأخيرة. وقد تسعى موسكو إلى تعزيز تصدير دبابة القتال الرئيسية T-90MS أو مركبات القتال المشاة المطورة مثل BMP-3، وكلاهما من شأنه أن يشكل خطوة تحديث رئيسية للجيش السوري.