تم إطلاق استثمار تكنولوجي تاريخي بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني لتطوير القوات المسلحة البريطانية من خلال اعتماد واسع النطاق للأنظمة ذاتية التشغيل وأسلحة الطاقة الموجهة، وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة الدفاع البريطانية في 2 يونيو 2025. تُعدّ هذه المبادرة، التي تُعدّ عنصرًا أساسيًا في مراجعة الدفاع الاستراتيجي الجديدة (SDR)، بمثابة ركيزة أساسية، وتهدف إلى وضع المملكة المتحدة في طليعة ابتكارات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مستفيدةً من دروس الحرب في أوكرانيا ومتماشيةً مع خطة الحكومة للتغيير.
سيُخصّص من إجمالي التمويل أكثر من 4 مليارات جنيه إسترليني لتسريع تطوير ونشر الأنظمة ذاتية التشغيل في المجالات البرية والجوية والبحرية. تهدف هذه التقنيات، بما في ذلك أنظمة الجيل التالي الجوية بدون طيار، إلى تحسين دقة القوات البريطانية وقدرتها على الفتك ومداها التشغيلي، مع دعم إمكانات التصدير لصناعة الدفاع البريطانية. يُشكل أكثر من ملياري جنيه إسترليني من هذا المبلغ تمويلًا جديدًا، بفضل الزيادة التاريخية في ميزانية الدفاع، التي ستصل إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. كما خُصص مليار جنيه إسترليني إضافي لتطوير أسلحة الطاقة الموجهة (DEWs).
يُشكل نظام سلاح الليزر "دراجون فاير" حجر الأساس لقدرات أسلحة الطاقة الموجهة، مما يجعل المملكة المتحدة أول دولة أوروبية تُدمج هذا السلاح في قواتها المسلحة. من المقرر تركيب النظام على مدمرات البحرية الملكية من طراز 45 بدءًا من عام 2027 كجزء من شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات. وسيتم تطوير نظام منفصل لأسلحة الطاقة الموجهة مُخصص للجيش البريطاني خلال هذا العقد. صُممت هذه الأسلحة لتحييد التهديدات مثل الطائرات بدون طيار بسرعة الضوء، مع تقليل الأضرار الجانبية والاعتماد على الذخائر التقليدية.
يُحدد تقرير الاستراتيجية الدفاعية تحولًا جوهريًا في القدرة الدفاعية، مع خطط لدمج سريع وواسع النطاق للأنظمة ذاتية التشغيل وغير المأهولة خلال السنوات الخمس المقبلة. يعكس هذا التحول التغيرات في الصراعات الحديثة، كما يتضح من الاستخدام الواسع النطاق للطائرات بدون طيار والأنظمة الرقمية في أوكرانيا. لتسهيل هذا التحول، سيتم إنشاء مركز جديد للطائرات بدون طيار لتنسيق تطوير هذه الأنظمة وتسريع نشرها في جميع فروع القوات المسلحة الثلاثة. كما سيعمل المركز كمركز تنظيمي ومنصة لتبادل أفضل الممارسات.
من المتوقع أن يوفر هذا الاستثمار ما لا يقل عن 300 وظيفة إضافية للعمالة الماهرة في مختلف قطاعات الصناعة ووزارة الدفاع، مُكملاً بذلك 200 وظيفة تدعمها بالفعل برامج DEW الحالية. يُعد هذا الاستثمار جزءًا من سلسلة أوسع من الإعلانات الدفاعية الأخيرة، بما في ذلك بناء 12 غواصة هجومية جديدة، وشراء 7000 سلاح بعيد المدى، وافتتاح ستة مصانع ذخيرة جديدة، وتخصيص أكثر من 2.5 مليار جنيه إسترليني للإسكان العسكري وتقنيات ساحات المعارك.
صرح وزير الدفاع جون هيلي بأن هذا الاستثمار يمثل خطوة تكنولوجية كبيرة إلى الأمام للقوات المسلحة البريطانية، ويهدف إلى ضمان جاهزيتها في مواجهة التهديدات المتطورة. وأكدت وزيرة الخزانة راشيل ريفز على أهمية المواءمة بين الأمن القومي والتنمية الاقتصادية، مشيرةً إلى أن الدفاع هو محرك للنشاط الصناعي والتكنولوجي. استُرشدت استراتيجية الدفاع الاستراتيجي بمدخلات من 1700 فرد، و200 شركة دفاع، وأكثر من 120 خبيرًا، جُمعت من خلال مشاورة وطنية واسعة النطاق.
بهذه الاستراتيجية، تهدف المملكة المتحدة إلى معالجة فجوات القدرات السابقة، وتعزيز مكانتها داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وترسيخ مكانتها كعامل رئيسي في التطور التكنولوجي العسكري المستقبلي.