أخبار: لاتفيا تطلب مركبات مشاة طراز GDELS HUNTER الإسبانية بقيمة 387 مليون يورو

عززت لاتفيا التكامل الدفاعي الأوروبي بمركبات HUNTER IFV الإسبانية من GDELS، في 30 يونيو 2025، مما يعزز حركة الناتو. في خطوة هامة لتحديث قواتها المدرعة، وقّعت وزارة الدفاع اللاتفية عقدًا بقيمة 387 مليون يورو لشراء 42 مركبة قتال مشاة إضافية من طراز HUNTER. يعكس هذا القرار التزام لاتفيا الاستراتيجي بتعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو في وقت تتزايد فيه المخاوف الأمنية الإقليمية. ومن خلال توسيع شراكتها مع شركة جنرال ديناميكس لأنظمة الأراضي الأوروبية (GDELS)، تُشير ريغا إلى تعميق التعاون الدفاعي الأوروبي، وتضع معيارًا جديدًا لهياكل المركبات المدرعة متعددة الجنسيات.

تمثل مركبة HUNTER IFV، التي تم تسميتها رسميًا خلال التوقيع الأخير، أحدث جيل من عائلة مركبات ASCOD المجنزرة المُجرّبة، والمشهود لها بالفعل بأدائها القوي في ساحة المعركة. من الناحية التقنية، تجمع مركبة هانتر بين دروع معيارية متطورة، وأنظمة أسلحة قابلة للتكيف، وبنية إلكترونية متطورة، مما يضمن تلبيتها للمتطلبات التشغيلية الهجومية والدفاعية على حد سواء في بيئات قتالية متنوعة. وقد أكدت اختباراتها المكثفة على طول حدود حلف شمال الأطلسي (الناتو) موثوقيتها، وسهولة تنقلها، وتوافقها مع معايير التشغيل البيني للحلف.

بعد خضوعها لعملية تقييم دقيقة داخل البلاد، يعكس تطوير هانتر عقودًا من الدروس المستفادة من منصة ASCOD، التي خدمت في جيوش أوروبية متعددة بنسخ مختلفة. يؤكد قرار لاتفيا ثقتها في سجل ASCOD القتالي الحافل، كما يُظهر التطور نحو مركبة قتالية أكثر حداثة وتكاملًا رقميًا. لا تشير هذه الصفقة إلى اقتناء المعدات فحسب، بل إلى اعتماد قدرة شبكية كاملة جاهزة لمعارك المستقبل الهجينة.

مقارنةً بمركبات المشاة القتالية الأوروبية المماثلة مثل CV90 أو Puma، تتميز هانتر بمزيجها المتوازن من حيث التكلفة والتصميم المعياري والسجل التشغيلي الحافل. بينما توفر مركبة بوما حماية متقدمة ووعيًا قويًا بالوضع الراهن لمركبة CV90، تجمع مركبة هانتر هذه السمات مع تركيز قوي على الإنتاج المحلي والتوافق التشغيلي بين قوات الناتو والاتحاد الأوروبي. هذا المزيج من الموثوقية القتالية والتعاون الصناعي يجعلها رصيدًا استراتيجيًا للجيوش الأوروبية متوسطة الحجم التي تبحث عن حلول مدرعة قابلة للتطوير.

لعقد لاتفيا تداعيات جيوسياسية وعسكرية واضحة. فمن خلال تعزيز وحدات المشاة الآلية بمركبات المشاة القتالية الحديثة، تعزز الدولة قوة الردع على أكثر خطوط المواجهة تعرضًا لهجمات الناتو. وفي الوقت نفسه، يتماشى هذا الاستثمار مع طموحات الاتحاد الأوروبي الأوسع لتطوير القدرات الدفاعية المشتركة والتكامل الصناعي، مما يشير إلى اتجاه ناشئ نحو منصات مشتركة وترقيات متزامنة بين الدول الأعضاء. وهكذا، تصبح هانتر درعًا وطنيًا ورمزًا لوحدة دفاعية أعمق في ظل مشهد أمني أوروبي متغير.

بميزانية قدرها 387 مليون يورو شاملة ضريبة القيمة المضافة، يمثل هذا الاستحواذ التزامًا كبيرًا بخطة لاتفيا لتحديث الدفاع. أكدت شركة GDELS أن البرنامج سيُحقق مشاركة صناعية محلية وعوائد اقتصادية، مما يُعزز الشراكة طويلة الأمد بين الشركة ولاتفيا. وبصفتها أحدث عميل يُوسّع أسطول ASCOD الخاص بها، تنضم لاتفيا إلى مجموعة من المشغلين الأوروبيين الذين يعتبرون هذه المنصة العمود الفقري لشبكة مدرعة مستقبلية قابلة للتشغيل البيني، مما يُمهد الطريق لاتفاقيات شراء وصيانة مشتركة محتملة.

يُمثل أسطول HUNTER المُوسّع في لاتفيا دليلاً ملموساً على أن الدفاع الحديث يعتمد على الشراكات الموثوقة والجاهزية المشتركة بقدر اعتماده على المعدات. ومن خلال الاستثمار في هذا الجيل الجديد من عائلة ASCOD، تُعزز ريغا صمودها الوطني، وتُرسل إشارة واضحة بأن الدول الأوروبية مستعدة لصياغة وضعية قوة مدرعة أكثر تكاملاً وقدرة على التكيف لمواجهة تحديات الناتو المُتغيرة.