في بث حديث، استعرض جيش التحرير الشعبي (PLA - الجيش الصيني) تبنيه لطائرات بدون طيار متقدمة من منظور الشخص الأول (FPV) في سيناريوهات القتال، مؤكدًا التزامه بدمج التقنيات والتكتيكات المتطورة المستوحاة من اتجاهات الحرب الحديثة. وقد تضمنت التدريبات بشكل بارز طائرات بدون طيار FPV وأنظمة أخرى بدون طيار، مما يكشف عن التحليل الدقيق لجيش التحرير الشعبي للدروس المستفادة من الحرب الجارية في أوكرانيا، حيث أعادت حرب الطائرات بدون طيار تعريف استراتيجيات ساحة المعركة بشكل كبير.
سلطت لقطات الفيديو الضوء على نشر جيش التحرير الشعبي (PLA - الجيش الصيني) لطائرات بدون طيار FPV (من منظور الشخص الأول) مزودة بقنابل يدوية وذخائر مدفعية. تم تشغيل هذه الطائرات بدون طيار باستخدام أنظمة تحكم ثلاثية الأبعاد متطورة توفر منظورًا غامرًا للشخص الأول، مما يمكن المشغلين من تحقيق دقة عالية في الاستهداف. إن القدرة على الحفاظ على الوعي بالموقف وإجراء تعديلات سريعة في الوقت الحقيقي تمنح هذه الأنظمة ميزة حاسمة في القتال. كما أظهر الفيديو الإطلاق الديناميكي لهذه الطائرات بدون طيار من مركبات قتالية متحركة، حيث نشر الجنود طائرات بدون طيار من خلال فتحات السقف. ويؤكد هذا التكتيك على قدرة جيش التحرير الشعبي على دمج الأنظمة غير المأهولة بسلاسة في العمليات المتنقلة، مما يعكس الأساليب التي شوهدت في ساحة المعركة الأوكرانية.
في أوكرانيا، لعبت طائرات بدون طيار FPV دورًا محوريًا في تحويل القتال الحديث. استخدمتها كل من القوات الروسية والأوكرانية على نطاق واسع للاستطلاع، وتحييد الأهداف ذات القيمة العالية، وتسليم المتفجرات إلى تحصينات العدو. تشير تدريبات جيش التحرير الشعبي إلى نية مماثلة لاستخدام هذه الأنظمة كأدوات متعددة الأغراض في كل من العمليات الهجومية والدفاعية. من خلال تبني مثل هذه التكتيكات، تعمل الصين على مواءمة استراتيجياتها مع الاتجاه حيث أصبحت طائرات بدون طيار FPV مكونات أساسية للترسانات العسكرية الحديثة.
إن التقدم الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار يتجاوز طائرات بدون طيار FPV ليشمل الذخائر المتسكعة المتطورة، والتي يشار إليها عادة باسم "طائرات بدون طيار انتحارية". تجمع هذه الأنظمة بين وظائف المراقبة وقدرات الضرب، حيث تحوم فوق منطقة الهدف قبل توجيه ضربات دقيقة. ومن بين أحدث تطورات جيش التحرير الشعبي الصيني ذخيرة التسكع ASN-301، المصممة لقمع الدفاعات الجوية للعدو وتنفيذ هجمات دقيقة. هذه المنصة، التي تشبه في مفهومها طائرات Shahed-136 الإيرانية وطائرات Harpy الإسرائيلية بدون طيار، هي شهادة على تركيز جيش التحرير الشعبي الصيني على إنشاء أنظمة بدون طيار متعددة الاستخدامات وفعالة من حيث التكلفة.
بالإضافة إلى ذلك، قدم جيش التحرير الشعبي ذخيرة التسكع XS101، والتي تضاهي Switchblade 300 الأمريكية. تم تصميم XS101، المدمجة والمحمولة، لاستخدام المشاة وهي مناسبة بشكل خاص للعمليات في البيئات الصعبة. تشير التقارير إلى أن الصين تعمل على توسيع إنتاج ذخيرة التسكع خفيفة الوزن، مع توقع طلب ما يقرب من مليون وحدة بحلول عام 2026. يسلط هذا الجهد الإنتاجي الضخم الضوء على طموح الصين للحفاظ على مخزون كبير من الأنظمة منخفضة التكلفة وعالية التأثير للصراعات المستمرة أو واسعة النطاق.
كما يؤكد تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في الصين على دمج الذكاء الاصطناعي. وتجسد طائرة Feihong FH-97A، وهي طائرة بدون طيار قتالية تعمل بالذكاء الاصطناعي، هذا الاتجاه. صُممت FH-97A لتكون "جناحًا مخلصًا" للطائرات المأهولة، ويمكنها حمل مزيج من الصواريخ جو-جو والذخائر المتسكعة. وبفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار المتقدمة، يمكن لهذا النظام العمل بشكل مستقل في بيئات عالية الخطورة مع التنسيق بسلاسة مع الطيارين البشريين.
تعكس هذه التطورات التزام الصين الاستراتيجي بتحديث جيشها من خلال تبني أنظمة بدون طيار كعناصر أساسية في إطارها التشغيلي. يشير تركيز جيش التحرير الشعبي على طائرات بدون طيار FPV والذخائر المتسكعة ودمج الذكاء الاصطناعي إلى نيته الهيمنة على مجال الحرب بدون طيار. لا توفر هذه الأنظمة حلولاً فعالة من حيث التكلفة لتحقيق التفوق التكتيكي فحسب، بل توفر أيضًا طريقة لمواجهة الخصوم الذين يعتمدون على آليات الدفاع التقليدية.
ومن خلال الاستفادة من الدروس المستفادة من الصراع في أوكرانيا، تستعد الصين لعصر جديد من الحرب يتميز بالدقة والقدرة على الحركة والأتمتة. وتُظهِر التدريبات التلفزيونية التي يجريها جيش التحرير الشعبي استعداده لنشر أنظمة الطائرات بدون طيار المتقدمة بشكل فعال، مما يضعه في موقع الريادة في قدرات القتال بدون طيار. ومن المرجح أن تؤثر هذه التطورات على العقائد العسكرية العالمية وتعيد تشكيل كيفية خوض الصراعات المستقبلية، مع لعب الطائرات بدون طيار دورًا مركزيًا في تحديد النتائج.