تستعد الحكومة البلجيكية لإتمام طلب استراتيجي لشراء 21 طائرة مقاتلة إضافية من طراز F-35A، ليصل إجمالي أسطولها إلى 55 وحدة، وفقًا لمعلومات نشرتها صحيفة دي مورغن في 2 يونيو 2025. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة استثمارية أوسع نطاقًا بقيمة 36 مليار يورو تهدف إلى تحديث القوات المسلحة البلجيكية بحلول عام 2035. ويأتي هذا القرار، المقرر قبل قمة الناتو المقبلة في لاهاي، ليؤكد التزام بلجيكا بتلبية معايير الحلف، وخاصةً هدف تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة مع روسيا.
يمثل الطلب الأولي لشراء 34 طائرة F-35A، والذي تم توقيعه عام 2018 لتحل محل أسطول طائرات F-16 المتقادم، انتقالًا كاملًا إلى قدرات مقاتلات الجيل الخامس. طائرة F-35A هي طائرة شبح متعددة المهام، تتميز بقدرات إقلاع وهبوط تقليدية (CTOL)، وهي مصممة لمهام مثل التفوق الجوي، والضربات الدقيقة، والاستطلاع، والدعم الجوي القريب، والحرب الإلكترونية. تعمل بمحرك Pratt & Whitney F135 بقوة دفع تصل إلى 43,000 رطل، مما يتيح لها سرعات تصل إلى 1.6 ماخ وارتفاعات تتجاوز 15,000 متر، مع مدى تشغيلي يبلغ 2,220 كيلومترًا. يسمح تصميمها الشبح وأنظمة أسلحتها المتكاملة بالعمل في بيئات متنازع عليها مع تقليل مخاطر الكشف.
كل طائرة مجهزة برادار AN/APG-81 AESA، ونظام استهداف كهروضوئي (EOTS)، ونظام فتحة موزعة (DAS) يوفر مراقبة بالأشعة تحت الحمراء بزاوية 360 درجة. يستخدم الطيار نظام عرض مثبت على الخوذة (HMDS) يعرض بيانات المهمة مباشرة على حاجب الشمس. طائرة F-35A مُسلحة بمدفع داخلي من طراز M61A2 عيار 20 مم، وصواريخ جو-جو من طراز AIM-120 AMRAAM وAIM-9X، وذخائر جو-أرض دقيقة التوجيه مثل GBU-31 JDAM، وقنابل GBU-39 صغيرة القطر، وصواريخ AGM-88 HARM لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي للعدو. كما تتميز الطائرة بمنظومة حرب إلكترونية متكاملة وروابط بيانات آمنة للتنسيق مع القوات المتحالفة والدفاع ضد تهديدات الرادار والصواريخ.
سيتم تخصيص حوالي 5 مليارات يورو من خطة الدفاع البلجيكية لهذه القدرة الجوية، بما في ذلك ترقيات البرامج المستقبلية (بما في ذلك الانتقال إلى معيار Block 4)، والصيانة طويلة الأمد، والبنية التحتية الداعمة، والمشاركة في مشروع أوروبي للإدارة المستقلة لأنظمة بيانات F-35. تهدف هذه المبادرة إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، وتتماشى مع هدف استراتيجي أوسع نطاقًا يتمثل في السيادة التكنولوجية. لتهدئة المخاوف السياسية داخل الائتلاف الحاكم، حصلت بلجيكا على التزام بتجميع الطائرات الإضافية في إيطاليا، مما يعزز البعد الأوروبي للبرنامج.
يشمل الجزء المتبقي من خطة الاستثمار العسكري مبادرات في مكونات أخرى: تشكيل لواء آلي ثانٍ بالتعاون مع فرنسا، وشراء سفينة قتال بحرية ثالثة، وإعادة بناء قدرات الدفاع الجوي من خلال عشر بطاريات ناسامس، وتوسيع الجهود في مجال الأمن السيبراني. سيتم تناول هذه المجالات من خلال عقود منفصلة في الأشهر المقبلة، كل منها مصمم خصيصًا لأهداف قدرات محددة.
مع طلب شراء طائرات إف-35A الإضافية، تتخذ بلجيكا خطوة مهمة في تطوير قواتها المسلحة. يعكس هذا المكون الجوي من خطة فرانكن تكيفًا مدروسًا مع المتطلبات العملياتية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في وقت تتطلب فيه الظروف الأمنية المتغيرة في أوروبا استجابات منسقة وموثوقة.